اصبحت عملية تحويل مسار المعدة بالمنظار واحدة من أفضل عمليات السمنة في الوقت الحالي، حيث اكتسبت شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة.
تعتبر جراحات السمنة المفرطة حلاً فعالاً للكثيرين الذين يعانون من زيادة الوزن.
تتميز عملية تحويل مسار المعدة المصغر بتكلفة مناسبة مقارنة بالنتائج التي تحققها.
سنحاول في السطور التالية استكشاف المزيد حول هذه الجراحة والمعلومات المرتبطة بها.
ما هي عملية تحويل مسار المعدة بالمنظار ؟
عملية تحويل المسار المصغر تعتمد على تقليل حجم المعدة لتحفيز الإحساس المبكر بالشبع وتقليل نسبة امتصاص الطعام،
بنسبة تصل إلى 40%، من خلال تجاوز جزء كبير من الأمعاء يصل إلى حوالي 2 متر.
هذه العملية تعتبر تطويرًا لعملية تحويل المسار التقليدية، حيث يتم إنشاء عدد أقل من الوصلات بين المعدة والأمعاء،
مما يقلل من مضاعفات الجراحة ويخفض الوقت المستغرق في العملية.
يُعتبر هذا النوع من العمليات مثاليًا للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والسكري من النوع الثاني،
حيث يمكن أن يساهم في شفاء مرض السكري بنسبة تصل إلى 85%.
انواع عملية تحويل المسار
تتنوع أنواع عمليات تحويل مسار المعدة، حيث تلائم كل نوع حالات معينة من مرضى السمنة.
تحويل مسار المعدة المصغر (Mini-Gastric Bypass)
- المعروف أيضًا بتحويل المسار ذو الوصلة الواحدة أو الأوميجا لوب، يتم من خلال وصلة واحدة فقط.
هذه العملية مفيدة جدًا لمرضى السكر وتساعد في علاج السمنة المفرطة، كما تناسب مختلف الأعمار، لكن قد يتطلب تناول بعض الفيتامينات بعد العملية.
تحويل مسار المعدة الكلاسيكي أو الكامل (Roux-en-Y Gastric Bypass)
- يشمل: وصلتين ويستخدم لعلاج مرضى يعانون من ارتجاع شديد في المريء.
- تحويل المسار “الساسي” يشمل تحويل المسار مع تكميم المعدة،
وهو نوع جديد من العمليات يزال تأثيره قيد الدراسة، حيث يمكن التوقف عن تناول الفيتامينات بالكامل على المدى البعيد.
تحويل مسار الاثنى عشر هو نوع آخر من العمليات القوية التي تشمل تكميمًا واسعًا.
هذه العملية تتضمن إجراء تكميم واسع للمعدة مع إبقاء جزء قصير من الاثنى عشر، مما يجعلها مناسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكولسترول والسكر في الدم.
تحويل مسار المعدة يعتبر خطوة هامة في علاج السمنة المفرطة والأمراض المصاحبة لها،
ويقوم افضل دكتور جراحة عامة باختيار النوع المناسب بناءً على حالة كل فرد وتوجيهات الفريق الطبي.
متى يتم اللجوء لعملية تحويل المسار؟
تحويل مسار المعدة يُعتبر إجراءً جراحيًا يُستخدم لمساعدتك في خفض الوزن الزائد، وتقليل مخاطر الأمراض المرتبطة بالسمنة التي قد تكون خطيرة على الحياة،
مثل داء الجَزْر المَعدي المريئي، مرض القلب، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليستيرول، انقطاع النفس الانسدادي النومي،
داء السكري من النوع الثاني، السكتة الدماغية، السرطان، والعقم.
عادةً ما يُلجأ إلى تحويل مسار المعدة بعد محاولات فاشلة لخسارة الوزن من خلال تغيير نمط الحياة وممارسة التمارين الرياضية.
يكون تحويل مسار المعدة خيارًا مناسبًا لأشخاص يستوفون بعض المعايير، مثل:
- مؤشر كتلة الجسم 40 أو أكثر (سُمنة مفرطة).
- مؤشر كتلة الجسم 35 إلى 39.9 (سمنة) مع وجود مشكلات صحية خطيرة مرتبطة بالوزن، مثل: داء السكري من النوع الثاني أو ارتفاع ضغط الدم أو انقطاع النفس الانسدادي النومي.
تابع ايضا: ما هي عملية بالون المعدة والفرق بين انواعها ؟
كم تستغرق عملية تحويل مسار المعدة
عملية تحويل مسار المعدة المصغر تُعتبر أسرع بكثير من العملية التقليدية.
تستغرق العملية حوالي 45-50 دقيقة أقل من العملية التقليدية، وتُجرى تحت التخدير بواسطة بالمنظار.
يتم إنشاء شقوق صغيرة (بطول متوسط يتراوح بين 5 و 11 ملم) لإدخال الأدوات الجراحية.
باستخدام هذه الأدوات، يتم تثبيت الجزء العلوي من المعدة لتشكيل أنبوب رفيع (بحجم يتراوح بين 30 و 55 مل) ويفصل عن باقي المعدة.
يحتاج الجراح المؤهل إلى حوالي 1-1.5 ساعة لإجراء العملية.
نسبة نجاح عملية تحويل المسار
عملية تحويل مسار المعدة المصغر تُعتبر واحدة من العمليات الناجحة في فقدان الوزن، وتصل نسبة نجاحها إلى 100% عند اختيار المرضى المناسبين لإجرائها.
تُعتبر هذه العملية من أكثر العمليات التي تضمن التحكم في الوزن على المدى الطويل،
حيث يمكن للمريض فقدان ما يصل إلى 55% إلى 75% من وزنه الزائد خلال العام الأول بعد العملية.
ما بعد جراحة تحويل المسار
بعد إجراء عملية تحويل مسار المعدة، يمكن للمريض البقاء في المستشفى لمدة تتراوح بين 1 إلى 4 أيام. خلال هذه الفترة، يتعين على المريض الالتزام بعدة إجراءات تُطلب منه من قبل دكتور الجراحة،
مثل: تركيب أنابيب لتصريف السوائل والبول، وارتداء جوارب ضاغطة لمنع تكوُّن جلطات الدم، وتناول الأدوية المضادة للتجلطات والمسكنات.
بعد العودة إلى المنزل، يجب على المريض الحرص على الحركة والمشي بانتظام، واستئناف المهام اليومية ببطء.
يجب أن يتبع المريض نظامًا غذائيًا خاصًا بعد الجراحة، يشمل: تناول السوائل والأطعمة السائلة في البداية ثم التدريج نحو الأطعمة المهروسة والصلبة.
قد تحدث بعض التغيرات الجانبية مثل: آلام في الجسم، التعب، جفاف الجلد، تساقط الشعر،
كذلك تغيرات في المزاج خلال فترة فقدان الوزن السريع في الأشهر الأولى بعد العملية.
أضرار عملية تحويل مسار المعدة
عملية تحويل المسار هي إجراء جراحي يتضمن تغيير مسار المسار الهضمي الطبيعي للجسم.
من المهم الإشارة إلى أن هذه العملية يمكن أن تصاحبها بعض المضاعفات والمشكلات الصحية.
أحد أبرز المضاعفات التي قد تحدث هي التسربات التفاغرية، والتي قد تؤدي إلى تسرب محتويات المعدة إلى البطن، مما يسبب الحمى والألم والتقيؤ.
كما قد تؤدي العملية إلى سوء التغذية، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل فقر الدم وتلف الجهاز العصبي.
متلازمة الإغراق هي مشكلة أخرى قد تحدث بعد عملية تحويل المسار، حيث يحدث انتقال سريع للطعام من المعدة إلى الأمعاء، مما يسبب أعراض مثل: النفخة والغثيان.
كما قد تحدث التضيق الفغري، وهو تضيق في الفتحة الجديدة بين المعدة والأمعاء، مما يسبب صعوبة في الهضم.
هناك أيضًا مضاعفات أخرى محتملة مثل: تلف في الأعضاء الداخلية والانسدادات في الأمعاء.
للوقاية من هذه المشكلات، يجب اتباع توصيات الطبيب بدقة بعد العملية، والتواصل معه في حال ظهور أي أعراض غير طبيعية.
من المهم أيضًا الالتزام بنظام غذائي متوازن والتواصل مع أخصائي التغذية لضمان حصول الجسم على العناصر الغذائية اللازمة.
فشل عملية تحويل مسار المعدة
هناك عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى فشل عملية تحويل مسار المعدة، وتختلف هذه الأسباب من شخص لآخر.
قد يكون السبب في بعض الحالات هو عدم خبرة الجراح المعالج في هذا النوع من العمليات أو عدم اتباعه للإرشادات الطبية اللازمة.
لذا، من المهم اختيار جراح متخصص وذو خبرة في هذا المجال.
بعض الأسباب الأخرى لفشل العملية قد تكون ذات طابع شخصي، حيث يمكن أن يؤثر عدم الالتزام بالنظام الغذائي المحدد بشكل صحيح،
أو عدم اتباع المواعيد الطبية والتعليمات بشكل منتظم.
هذه العوامل يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن بشكل غير مرغوب وتقليل فرص نجاح العملية.
علامات فشل عملية تحويل مسار المعدة
تعتبر جراحة السمنة فاشلة عندما لا يتمكن المريض من خسارة 50% من وزنه في غضون عامين من إجراء العملية، بالإضافة إلى:
- عدم تحقيق المريض الوزن المستهدف.
- عودة المريض إلى الوزن الأصلي بعد وقت قصير من العملية.
- تعرض المريض لأية مضاعفات بعد الجراحة، مثل العدوى، تسريب الأمعاء، النزيف، صعوبة في تناول الطعام، أو التقيؤ المستمر.